رويت هذه القصة على لسان أحد المهرة في أسلوب القصة فمن رغبها شكرنيومن رفضها تركنيهذه القضية حصلت في أحد المناطق الصحراوية مع أربعة أشخاصوالخامس أنا حيث اعترفت بما حصل بالحرف الواحد .
وحين سألني المحقق الضابط شريفوقال لي أجلس يا سر ولا تخاف وحاول أن تقول الحقيقة بالتفصيل الممل ، وأنا سوفأخرجك من القضية كما تخرج الشعرة من العجين ، لكن لا أريد أن تلف ولا تدور ، فأنصارحتني وكنت مستقيم أهلا وسهلا بك ، ولكن تريد أن تكذب سوف يكون عقابك عسير ، وقلبسم الله وتوكل وقول ما عندك .
ولما قال لي هكذا فرحت ولم أصدق خبرا أريد الخروجمن هنا بسرعة كي أرى أهلي بعد خمسة أيام وأنا في التوقيف ، لكن أنا خائف ومرعب أنالتهمه تلتصق بي وأنا لا ذنب لي فيها ، وما فكرت يوما أن ادخل السجن أو أذهب مععصابات ، و لكن الله قدر ولطف ، حتى تكون هذه عبرة لي ولغيري وتوبة نصوحا ، وبعدهالن أفكر أن أكررها أو أذهب مع ناس أنا في غنا عنهم وهم عني في غنا .
وقلت له كلما حصل بالتفصيل وما أخفيت عنه أي شي ، حتى الوقت بالتحديد قلت عنه في الساعةالخامسة عصرا ليلة الخميس التقيت بصديقي وزميل الدراسة حسين عقب غياب طويل ، فيطريق مكة القديم ، وسلم عليه وكأنه غير طبيعي ، وبعد السلام عرض علي أن أرافقه إلىأحد أصحابه حيث كان قريب من مكاننا ولسوء حظي رافقته .
ووصلنا البيت الذي يقولأن صاحبه موجود فيه ، وفعلا وجدنا صاحبه سامر ورحب بنا وتعارفنا على بعضنا وقالأدخلوا حتى أحضر لكم القهوة والشاي وقال حسين لا نحن مستعجلين ، ولكن الشباب عندهمصيده ، وتعال معنا ، و أنا أخذت الموضع مزح لا أقل ولا أكثر وتحركنا جميعا أناوحسين وسامر ، وبينما نحنو راكبون ، كانوا يتحدثون في موضعا أنا لم أفهمه ألا بعدالقضية ، مثلا قال حسين ( شعره ناعم و عيونه عسلية و لونه أبيض و شكله صغير وهاديكثيرا ، ولو رأيته لا أعجبك شكله ) ، ويرد سامر تصدق يا حسين شوقتني إليه قال لاتستعجل عندي أكثر وسوف ترى أكثر ، ولكن طول بالك وخلنا نسمر الليلة ونعيش بالدنيامثل غيرنا وفجئه يدق موبايل حسين ويرد الو .... مين محمد هلا كيف حالك ، وين وصلتوا، شيا طيب وبعدين ، أنا ما أقدر أتحمل حتى أصلكم ، وقال كلام كثير وأخرها قال مسافةالطريق وأكون عندكم ، باي .
وبعد نصف ساعة وصلنا المكان المقصود ، وكانت السيارةسيارتي ولم يكن لي معنا بينهم ألا لأجل سيارتي أي ( مصلحة ) لا أقل ولا أكثر وياليت ينتهي كل شيا هكذا ولكن القضية أطول من هذا .
وقال الضابط شريف أشرب ماء ياياسر بلل ريقك وأنا خائف ومرتبك جدا أن تلبسني القضية وهم ينكرون وأتورط وأبقى أناالمظلوم وهم لا شي وأقول في داخلي الله يستر ويعدي هذا اليوم على خير ، حتى قال ليأكمل يا ياسر ماذا حصل بعدها وقلت له وأنا أتلعثم ، ونزلنا من السيارة ورأيتسيارتين فالموقع سيارة نوع جيمس صالون والثانية جيب نيسان وشاب واقف وشاب راكببالجيب من الخلف لا أدري ما عنده ، والظلام بدأ يحط علينا ، وقربنا من بعضنا وسلمناعلى بعضنا وتعرفنا عل بعضنا وبدأت الألغاز والكلام الغير واضح مرة أخرى فمثلا ( نحطه في الحفرة وندفنه ) بعد المغرب وبعد ما سمعت هذه العبارة وبدأت رجلي ترتعشوتهتز ورجعت إلى الخلف قليلا وذهبوا عني قليلا ويتحاورون فيما بينهم كلام لا أفهمولم أسمعه من قبل مثلا ( ودي أشوفه أين هو ، أنتبه لا يهرب ، واحد واحد ، هل هوجميل ) والكلام غريب ولماذا لا أديودار بينهم شجار وكلام وسب وشتم وكانتالساعة السابعة بعد المغرب لا أرى ألا قليلا وهذا بسبب نسياني لنظارتي حيث لا أرىبالليل ولا ضوء موجود فالصحراء وأدركت أن القضية لا تخلو من الشبهة وفجئه وأنا بعيدعنهم جالس في سيارتي خوفا من الزواحف سمعتهم يقولن ( هرب ألحقه بسرعة خذ السيارةولع النور أين هرب ) ولم يبقى أحد منهم ، وفي هذه اللحظة كنت خائف لا أدري ماالمشكلة ومن الذي هرب وما جنسية وهل هو مذنب أو ماذا ، أفكارا تتصادم وتتصارع داخليوأنا لا موبايل في يد حتى أبلغ أقرب مركز ، حينها أدركت أن الموبايل له ضرورة لاتوصف بشكل ولا بموقف فعلا أنه مهم جدا ، وفجئه سمعت أحدهم وهو بعيد يقول واللهلأقتله أذا وقع بين يدي وأصابتني رعشة في جسمي كأن شيا تحرك على جسمي وألتف حولي آهأنها المشنقة أني أحس بالموت يقترب الله يستر وفجئه سمعتهم مرة أخرى يقولون أمسكوهأطرحوه أبطحوه وأرتجف ماذا يجري وقال محمد الذي لا أراه من بعيد ، قربت نهايته علىيدي حتى قال نادر لقد أمسكت به بسرعة تعالوا ، وأقول حينها من يا ترى هل أعرفه هلهو مجرم ما الذي جناه هذا الغريب كي يهرب حتى يمسكوه ويتوعدوه بالموت ، لا أنه خطايأنا الذي أوصلتهم إليه وقربتهم منه أنا من حكمعليه بالإعدام عفوك يا رب رحماك يارب ، أنقذه من أيديهم قال محمد: قف مكانك لا تذبحه ، أتركة لي فأنا الذي سوف أذبحةفلن يفلت من يدي هذه المرة قال نادر ليس من عادتك يا محمد أن تذبح وترى الدم يتناثرمن حولك ، فأتركه لي فأنا تعودت عليه من زمان وبخفة ، وفجئه يفلت من أيديهم بعد أناستعدوا بقتلة فهرب مسرعا لا يريد أن يموت أو يقع فريسة في أيدي هؤلاء القتلة حتىلحقه محمد مسرعا ومسكه وأخرج سكينته من جيبه حتى يذبحه في الظلام الدامس ولا أسمعصوته ولا أدري ما شكله وما وصفه حتى صرخ محمد آه لقد أنجرحت يدي بسرعة أنقذوني فقلتفي نفسي ، انه ذنب هذا الذي قتلته وأنا أرتجف وأريد البكاء حيث لا أراهم من الظلاموفجئه أتى محمد وحسين إلي ويد محمد تنزف دم كالشلال أنه وريد في يده لا يكف عنالنزيف فقال حسين بصوت عالي هيا يا ياسر أطلع بالسيارة كي نسعفه إلى أقرب مستشفىبسرعة فتحركت مسرعا حيث أنعقد لساني عن الكلام حتى أغمى على محمد وحسين يصرخ أسرعيا ياسر بسرعة الرجل يموت في يدينا وفجئه وأنا في طريقي رأيت مستوصف بالطريق وقفتعنده حتى كدت أدهس أحد مراجعيه ، وأدخلناه المستوصف حتى تم تحويله إلى المستشفىوحجز علينا بالتوقيف لأن حالت محمد خطيرة وهو في غيبوبة لأن دمه قد نفذ .
وهاأنا على مكتبك يا سعادة الضابط ، هذا كل ما حصل فقال أحسنت يا ياسر فأقوالك مطابقةلأقوال أصحابك بالحرف الواحد ولم تعد متهما ، فأنت الآن يا ياسر طليق ووقفت أتعجبمن كلامه وأقول في نفسي ما الذي يجرى أذا ، هل أنا في حلم أو ماذا فقلت له لا أنالم أقول الحقيقة كاملة فلابد من أظهار الحق ولو أموت ظلما ، نعم ورجعت قليلا وقلتيا سعادة الضابط ولكن القضية لم تكتمل ورفع ناظرة إلي وقال ما الذي بقي يا ياسر قلتبقي القتيل وقال وأين هذا القتيل ومن هو وكيف ذلك حتى عاد معي التحقيق من جديدوأستدعى جميع الأطراف وتبين أنه سوء فهم لا أقل ولا أكثر حيث الذي يتحثون عنه والذيكادوا يدفنوه بعد المغرب لو لا هروبه حتى مسكوه وذبحوه أو قتلوه أنه ( الخروفالأبيض ) الذي يريد أن يقدمه لي حسين كضيفنا أتيته وهو يريد أن يجعله لي مفاجئه لاأقل ولا أكثر حيث يجيد طبخه بالمندي .